languageFrançais

إليسا ومروان خوري.. حنينٌ قديم يُغنّى من جديد


اجتمع عاشقا الفن على خشبة "طرب" في حلقة اختتمت بها ليلة الخميس 5 جوان 2025، موسمها الخامس.

إليسا ومروان خوري، اثنان من أرق الأصوات وأكثر الأرواح الموسيقية انسجامًا، التقيا مجددًا، لا ليغنيا فقط، بل ليُعيدانا إلى زمنٍ كان فيه الحب لحنًا، والحنين قصيدة.

لقاء العتب والحنين

منذ اللحظة الأولى، بدا أن شيئًا ما عاد إلى نصابه. بين نظرات امتنان ولمحات عتب عابر، دار حوار موسيقي وإنساني عميق. لم تكن مجرد مقابلة فنية، بل جلسة مصالحة صامتة، لم تحتج إلى كلمات كثيرة، فقد تكفلت الألحان بترميم ما كسره البعد.

غنّت إليسا، بصوتها الذي يعرف كيف يوقظ الحنين من سباته، وغنّى مروان خوري ذلك الفنان الشامل وكأنه يكتب رسالة اعتذار أخيرة على آلة البيانو. تنقلا بين أغاني جمعتهما في مراحل فنية كانت علامات فارقة لكل منهما: "لو"، "بتمون"، و"كرمالك". كل مقطع بالأغاني كان بمثابة جسر يربط ماضٍ حافل بالتناغم مع حاضر يتوق للعودة إليه.

علاقة تتخطى اللحن

ما بين إليسا ومروان ليس مجرد تعاون فني. إنها علاقة فيها من الشعر قدر ما فيها من الموسيقى. مروان يعرف أن صوت إليسا لا يُلحن له كما يُلحن لأي مطربة. هو صوت فيه كبرياء ناعم، وحزن لا يُفسر، وضوء لا يُشبه غيره. وهي، تعرف أن مروان ليس ملحنًا فقط، بل شاعر يعرف كيف يكتب لها قلبها دون أن تنبس بكلمة.

في طرب، بدا كل منهما وكأنه يدرك تمامًا ما خسره الغياب، وما يمكن أن تربحه المصالحة. حتى لحظات الصمت بينهما كانت تحمل موسيقى خفية، كأن الهواء بينهما يحمل ذكريات الأستوديو، وحوارات غير مكتملة من كواليس الأغنيات.

نهاية وبداية

انتهت الحلقة كما تنتهي القصائد التي لا تحتاج إلى قافية لتكتمل. عانق الصوت اللحن، واحتضن الماضي الحاضر، وخرج المشاهدون بإحساس لا يوصف، أن الفن حين يكون صادقًا، يُشبه الغفران.

لكنها قد تكون التحية الأولى لعودة شراكة فنية جديدة ومختلفة طالما تمنّاها الجمهور. فحين تجتمع إليسا مع مروان خوري، لا تُولد فقط أغنية، بل يُولد زمن.

تقاطع الإحساس مع الإبداع

بدأ التعاون الفني بين إليسا ومروان خوري مطلع الألفية، وحقق نجاحًا باهرًا منذ أول لقاء فني بينهما في أغنية "بتمون"، التي أصبحت رمزًا للرومانسية اللبنانية الحديثة. ثم توالت الأعمال: "كرمالك"، "لو"، ' كله وهم' ، ' العد العكسي' ..، وهي كلها أغانٍ حفرت في وجدان الجمهور، وارتبطت بلحظات حبٍ وحنين في حياة ملايين المستمعين.

لكن كما يحدث أحيانًا في العلاقات الاستثنائية، توقفت هذه الشراكة فجأة، في ظل خلافات لم تُروَ تفاصيلها يومًا كاملة.

سنوات من الصمت الفني مرت، حتى جاءت حلقة "طرب" لتكسر الجمود، وتعيد دفء النغمة بين من جعلوا من الأغنية اللبنانية مرآةً للأحاسيس الرفيعة.

صلاح الدين كريمي